- ترجمة ياسمين القحطاني
نبذة تعريفية:
وُقِعت معاهدة فرساي في يونيو عام ١٩١٩ في قصر فرساي في باريس أواخر الحرب العالمية الأولى والتي نصت على شروط السلام بين الحلفاء المنتصرين وألمانيا، كما تضمنت المعاهدة على تحميل ألمانيا مسؤولية استئناف الحرب وفرض العقوبات القاسية عليها من فقدان الأراضي، ودفع التعويضات الضخمة، ونزع السلاح. وبعيدًا عن خطة "السلام بدون النصر" الذي حددها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في نقاطه الأربع عشرة الشهيرة في أوائل عام 1918، فقد أذلَّت المعاهدة ألمانيا بينما فشلت في المقام الأول في حل القضايا الأساسية والتي انتهت بالحرب، إذْ ساعدت الضائقة الاقتصادية والاستياء من المعاهدة في تأجيج المشاعر القومية المتطرفة داخل ألمانيا مما نتج عنها صعود أدولف هتلر وحزبه النازي فضلاً عن اندلاع الحرب العالمية الثانية بعدها بعقدين من الزمان فقط.
شروط معاهدة فرساي:
هيمن الزعماء "الأربعة الكبار" في الدول الغربية المنتصرة آنذاك على مفاوضات السلام في باريس وهم: ويلسون من الولايات المتحدة، وديفيد لويد جورج من بريطانيا العظمى، وجورج كليمنسو من فرنسا، وفيتوريو أورلاندو من إيطاليا وقد كان أقلهم هيمنة. حينها لم تكن ألمانيا وغيرها من القوى المهزومة (1) ممثلة في المؤتمر ولا حتى روسيا بالرغم من أنها قد حاربت كأحد القوى الحليفة حتى عام 1917؛ وذلك عندما انسحبت الحكومة البلشفية الجديدة من الصراع بعدما أبرمت سلامًا منفصلًا مع ألمانيا.
كان للزعماء الأربعة الكبار أهدافًا تنافسية في باريس فقد كان هدف كليمنسو الرئيسي حماية فرنسا من هجوم آخر شنته ألمانيا عليها فسعى للحصول على تعويضات كبيرة من ألمانيا كوسيلة للحد من إصلاح الاقتصاد الألماني بعد الحرب والتقليل من احتمالية حدوثه، ومن ناحية أخرى رأى لويد جورج أن الأولوية في إعادة بناء ألمانيا من أجل تأسيس الدولة كشريك تجاري قوي لبريطانيا العظمى، ومن جانبه أراد أورلاندو توسيع نفوذ إيطاليا وتشكيلها لتصبح قوةً عظمى قادرة على الصمود بنفسها إلى جانب الدول الكبرى الأخرى بينما عارض ويلسون المطالب الإقليمية الإيطالية والترتيبات الموجودة سابقًا بشأن الأراضي التي كانت بين الحلفاء الآخرين فبدلًا من ذلك أراد إنشاء نظام عالمي جديد على غرار النقاط الأربع عشرة الشهيرة ولكن رأى القادة الآخرون بأن ويلسون كان ساذجًا ومثاليًا للغاية وأنه من الصعب ترجمة مبادئه إلى سياسة على أرض الواقع.
فرض الحلفاء الأوروبيون في النهاية شروط سلام قاسية على ألمانيا مما أجبرها على تسليم حوالي ١٠٪ من أراضيها وجميع ممتلكاتها في الخارج، ودعت الأحكام الرئيسة الأخرى إلى تجريد ولاية راينلاند من السلاح، واحتلالها، و قيد الجيش والقوات البحرية الألمانية، و حظرها من الاحتفاظ بقوة جوية، وطالبتها أيضًا بإجراء محاكمات لجرائم الحرب ضد القيصر فيلهلم الثاني وغيره من القادة الآخرين بسبب عدوانهم والأهم من ذلك أن المادة ٢٣١ من المعاهدة والمشهورة باسم "بند ذنب الحرب" قد أجبرت ألمانيا على قبول المسؤولية الكاملة عن ابتداء الحرب العالمية الأولى ودفع تعويضات هائلة عن خسائر الحلفاء في الحرب.
__________________________________________________
(1) وهي تركيا، وبلغاريا، والنمسا، والمجر.
History مقتبس من موقع
Comments