top of page

عهد الملك عبد العزيز: 1932-1953

-نجود آل بقيّه


لطالما عُرفت المملكة العربية السعودية باستقلاليتها وسعيها إلى الوحدة العربية، وتحقيق السلام والأمن الدوليين في العالم كله منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود. ونظرًا لمكانتها الدينية بين المسلمين -كونها بلاد الحرمين الشريفين- وما تبذله من جهود ومبادرات إنسانية ووقوفها بجانب الحق والعدل وأهميتها الاقتصادية تبوأت المملكة مكانة متميزة لدى الدول الغربية وفي المحافل الدولية.


وفي عهد الملك عبدالعزيز أولت المملكة تأسيس وترسيخ علاقاتها الدولية وتعزيزها مع دول العالم أهمية قصوى وأنشأت لذلك وزارة الخارجية -مديرية الشؤون الخارجية آنذاك- كأول وزارة في المملكة، وانضمت إلى عدد من المنظمات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والإقليمية.


العلاقات الدولية:

تعتبر المملكة المتحدة من أولى الدول الغربية التي اعترفت بالمملكة العربية السعودية، ففي عام 1927م وقعت كلا المملكتين اتفاقية جدة التي تنص على اعتراف المملكة المتحدة بالمملكة العربية السعودية (مملكة نجد والحجاز آنذاك) وتعزيز العلاقات بين البلدين. وعلى مستوى العالم العربي ارتبطت المملكة العربية السعودية مع مصر بعلاقات وثيقة وأبرمت الدولتان في عام 1926م اتفاقية الصداقة التي نتج عنها اعتراف مصر بالمملكة وشهدت العلاقات ازدهارًا في مجالات عدة. وفي عام 1930 افتتحت المملكة أولى ممثلياتها في القاهرة، وفي عام 1939 تم التوقيع في الرياض على اتفاقية التعمير والتي سمحت بمشاركة الشركات المصرية في النهضة العمرانية بالمملكة.

المنظمات:

في شهر يناير من عام 1945م، قامت المملكة العربية السعودية بالمشاركة مع كل من الأردن والعراق ومصر ولبنان وسوريا واليمن بتأسيس منظمة جامعة الدول العربية والتي تعتبر من أقدم المنظمات الإقليمية. وأُنشئت المنظمة سعيًا لتوطيد التعاون والتنسيق بين الدول العربية والسعي لإحلال السلام والعدل والمساواة بينها. وفي شهر أكتوبر من العام نفسه وقعت المملكة على معاهدة تأسيس الأمم المتحدة ضمن الدول الـخمسين التي كان لها شرف تأسيس المنظمة، وعملت المملكة بكل تفان على تقديم المساعدات الإنسانية والقروض الميسرة والمساهمة في المشاريع الدولية المختلفة التي ترعاها المنظمات المتفرعة من الأمم المتحدة. وبلغ عدد مشاريع المنظمة التي ساهمت فيها المملكة حتى يومنا هذا 45 مشروعًا بتكلفة بلغت 309.376.578 مليون دولار.


القضية الفلسطينية:

كانت القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للملك عبدالعزيز، ولم تتوانى المملكة عن بذل جهودها لوقف استيلاء الحركة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية وقامت بمخاطبة كل من بريطانيا وأمريكا بشأن وعد بلفور وما ينطوي عليه من ظلم وعدوان وتشتيت للشعب الفلسطيني. واستمرت المملكة في جهودها في دحض مزاعم اليهود حول أحقيتهم في أراضي فلسطين وحشد التأييد الدولي لصالح الفلسطينيين. وحين صدر قرار تقسم الأراضي الفلسطينية بين الفلسطينيين والصهاينة احتجت المملكة على القرار، وفتح الملك عبدالعزيز باب التطوع للجهاد في فلسطين وضرب بعرض الحائط التحذيرات الأمريكية للعدول عن الحرب. وقامت المملكة بتقديم التبرعات للشعب الفلسطيني الشريد واستمرت في الدفاع عن حقهم بالعودة لأراضيهم وتقرير مصيرهم حتى يومنا هذا.

أحدث منشورات

عرض الكل

الملك سلمان: عهد الحزم

- نجود آل بقيّه منذ أن تولّى الملك سلمان مقاليد الحكم شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا سريعًا وملحوظًا في جميع المجالات الداخلية...

عهد الملك عبدالله: 2005-2015

-رسيل المهيدب شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله تطورًا بارزًا في مختلف القطاعات، ومن بعض الإنجازات البارزة برنامج خادم...

Comments


bottom of page