-نجود آل بقيّه
شهدت المملكة العربية السعودية عهدًا من الخير والرخاء في فترة حكم الملك خالد -رحمه الله- وذلك بفضل العائدات النفطية، وأسهم ذلك في إنشاء العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية التي شكلت نقلة نوعية في مستوى معيشة المواطن السعودي. وإلى جانب الإنجازات الداخلية، كان للمملكة في عهد الملك خالد أدوارًا ومشاركات على الصعيد الخارجي لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية. حيث مكن النمو الاقتصادي المملكة من تقديم المعونات المادية للدول المحتاجة والنامية، وساهم مع مكانتها الدينية والعربية في تكوين ثقل سياسي مكنها من لعب دور بارز في حل النزاعات وتحقيق الأمن والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي.
الحرب الأهلية اللبنانية:
اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م نتيجة لأسباب عدة منها أسباب اقتصادية وسياسية، واستمرت الحرب ستة عشر سنة تخللها نزاعات فرعية بين بعض الدول العربية وهي سوريا وفلسطين "وإسرائيل". وطوال سنوات الحرب سعت المملكة بقيادة الملك خالد إلى التوفيق بين أطراف النزاع اللبناني وإحلال السلم والصلح بينهم، حيث سخّرت جهودها وعلاقاتها الدبلوماسية لإطلاق مبادرات مثل مؤتمر القمة السداسي الذي عقد في الرياض عام 1976 وضم ست دول من بينها المملكة وخرج بقرارات تهدف لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، كما نتج عن القمة الصلح بين مصر وسوريا وإنهاء الخلاف بينهما.
الثورة الإيرانية:
شهد عهد الملك خالد أزمة إقليمية أخرى وهي الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه عام 1979م وتشكلت على إثرها حكومة جديدة مؤقتة في إيران سارعت المملكة في الترحيب بها وأبدت اهتمامها في تكوين علاقة جديدة بين البلدين والعمل على توثيق العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي. لكن بعد فترة قصيرة جدًا شاب التوتر والشك العلاقة بين البلدين وذلك على خلفية التصريحات الصادرة من بعض المسؤولين الإيرانيين حول تصدير الثورة إلى دول الخليج وإسقاط أنظمة الحكم القائمة فيها، وكذلكما صدر من تصريحات إيرانية عن الرغبة في الاستيلاء على مملكة البحرين وضمّها إلى أراضيها. وعلى الرغم من أن الحكومة الإيرانية نفت ذلك إلّا أن التصريحات لم تتوقف ممّا أدى إلى قيام المملكة العربية السعودية بإرسال بعض قوات الحرس الوطني إلى البحرين لحمايتها من أي مخاطر قد تصدر من إيران. واستمرت المملكة في مساعيها لمواجهة التجاوزات الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة الأمن ونشر الفتنة في منطقة الخليج، ولا تزال المملكة تبذل مساعيها لتجنيب المنطقة عواقب التصرفات الإيرانية.
الحرب العراقية الإيرانية:
اندلعت الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج الأولى) عام 1980م نتيجة خلافات حدودية قديمة. وقد حاولت المملكة لعب دور الوسيط بين طرفي الحرب لكنهما استمرا في تصعيد الحرب بينهما، وحين أوشك العراق على الهزيمة على أثر اقتحام القوات العسكرية الإيرانية لأراضيه، قدمت المملكة 10 مليارات دولار لمساعدة العراق على مواجهة إيران.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية:
أتفق الملك خالد مع قادة دول الخليج العربي في عام 1981م على إنشاء منظمة إقليمية لتكثيف التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري بين الدول الأعضاء. ويتكون المجلس بعضوية كل من: المملكة العربية السعودية، الكويت، مملكة البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان. وجاءت فكرة إنشاء المجلس عقِب التوترات التي حصلت في المنطقة نتيجةً للثورة الإيرانية ورغبة الدول الأعضاء في حماية مصالحها وأمنها والتعاون على استقرار الخليج العربي بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام.
ความคิดเห็น