-ترجمة: بتول الشيباني
يقصد بالاستخبارات في العلوم العسكرية المعلومات التي تخص العدو أو المنطقة. كما يستخدم هذا المصطلح أيضاً للإشارة إلى الوكالة التي تتقصى المعلومات. يعد هذا المصطلح قديم قِدم عالمنا ذاته، حتى أنه ذكر في العصور القديمة، فقد أرسل سيدنا موسى عليه السلام جواسيس ليعيشوا مع الكنعانيين ليتسنى له معرفة طرقهم في الحرب وكشف نقاط قوتهم وضعفهم. وقد اعتمد جورج واشنطن في الثورة الأمريكية اعتمادًا كبيرًا على المعلومات التي قدمتها له شبكة استخبارات مقرها في مدينة نيويورك. كما تسبب افتقار الاستخبارات الجيدة في الحرب العالمية الثانية إلى دمار أسطول المحيط الهادئ في ميناء بيرل في الولايات المتحدة. أصبح لدى جميع الدول في عصرنا الحالي نظم جمع المعلومات الاستخباراتية وتجهيزها أسرع وأدق من الماضي. فاستخدمت الأقمار الصناعية والطائرات العصرية والنظم الإلكترونية والمصادر البشرية والكاميرات والتصوير الفوتوغرافي ونظم أخرى لجمع المعلومات على نطاق لم يخطر على بال أحد.
أقسام الاستخبارات:
تنقسم الاستخبارات إلى قسمين: الاستراتيجي والتكتيكي. تُعرّف الاستخبارات الاستراتيجية بأنها المعلومات المطلوبة لوضع السياسات والخطط العسكرية على الصعيدين الدولي والوطني في مجال السياسة العامة. بينما تهدف الاستخبارات التكتيكية في المقام الأول إلى تلبية احتياجات قادة الميدان العسكري حتى يتمكنوا من التخطيط للعمليات القتالية والقيام بها إذا لزم الأمر.
تحاول الاستخبارات العسكرية استراتيجية كانت أم تكتيكية تلبية احتياجات قائد العمليات الذي يتعين عليه التصرف أو الرد على أي موقف. وتبدأ العملية عندما يحدد القائد المعلومات اللازمة للتصرف بمسؤولية. وتستخدم عدة مسميات عند مناقشة هذه المتطلبات. فعلى الصعيد الوطني، عادةً ما تسمى العناصر الأساسية للمعلومات وتعرف بأنها عناصر المعلومات الاستخباراتية عن قوة أجنبية، أو قوة مسلحة، أو هدف، أو بيئة طبيعية وتعد عنصرًا مهمًا لاتخاذ القرارات في الوقت المناسب وبدقة عالية. وتُعرَف احتياجات الاستخبارات على المستوى التكتيكي بالمثل وغالبًا ما تسمى بمتطلبات المعلومات وهي عناصر المعلومات المتعلقة بالعدو وبيئته التي يجب جمعها ومعالجتها لتلبية الاحتياجات الاستخباراتية للقائد العسكري.
مصادر الاستخبارات:
من المهم أن يعرف محلل الاستخبارات مصدر المعلومات. فهناك بعض المصادر التي تحمل قيمة كبيرة وتعتبر ذات جودة عالية. فيما تعد مصادر أخرى داعمة للاستخبارات وليست أساسية في طبيعتها بالرغم من أنها تساهم في أداء الاستخبارات.
وفيما يلي نستعرض أهم مصادر الاستخبارات:
-الصوتيات:
تستمد فيها المعلومات عن طريق تحليل الموجات الصوتية التي تُشع سواءً عن قصد أو عن غير قصد.
-الصور:
تستمد فيها المعلومات عن طريق تحليل جميع أنواع الصور من ضمنها التصوير الفوتوغرافي والتصوير بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية. ويسمى فحص الصور أيضًا بتفسير الصور وهو عملية تحديد المواقع والتعرف ووصف الأشياء والأنشطة والتضاريس التي تظهر على الصور.
-الإشارات:
تستمد فيها المعلومات عن طريق تصدي وتجهيز وتحليل الاتصالات الكهربائية الأجنبية وغيرها.
-العملاء:
يطلق عليها أيضًا "الاستخبارات البشرية" وتستخدم الأشخاص عوضًا عن الوسائل التقنية وكثيرًا ما يوفرها الجواسيس والعملاء الخفيين. وكثيرًا ما يكون الجواسيس مصدرًا رئيسيًا للمعلومات عن القادة السياسيين لأي دولة واستراتيجياتها وقراراتها السياسية.
المصدر:
Comments