top of page

علاقات المملكة العربية السعودية وتطوّرها


- آرام الدبيخي


حرصت المملكة العربية السعودية على علاقاتِها الخارجية، وصبّت جلّ اهتمامها في التعاون الدولي بأشخاص القانون الدولي العام، والتزمت بشدة في المحافظة على سيادتها بالداخل من ناحية، والانخراط بتعاونها مع دول العالم بالخارج من ناحية أخرى، ويذكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أن مصالح المملكة العربية السعودية هي فلسفة سُمُوّه في السياسة الخارجية، وبالتأكيد كل ما يدفع بها لعجلة التنمية، وتطوُّر آفاقها.


خلال مرحلة توسُّع المملكة وُجدت الحاجة لإنشاء ما يُعزِّز التواصل مع الشؤون الخارجية لها؛ فأُنشئت شعبة خاصة للشؤون الخارجية ومقرّها مكة المكرمة، ثم تأسّست مديرية الشؤون الخارجية نتيجة لزيادة الأعباء على المستوى الخارجي في 1344هـ، وفي 1349هـ تحوّلت مديرية الشؤون الخارجية لوزارة الخارجية وهي أول وزارة تتأسس في المملكة العربية السعودية؛ مما دفعها نحو المجتمع الدولي وبروزها فيه، وبعد اكتشاف النفط بالمملكة وازدهار الصناعة فيها؛ عزّز هذا ارتباطها بين دول العالم، وتعد وزارة الخارجية السعودية حلقة الوصل بين المملكة والعالم الخارجي، ولها جهودها في ضمان تنمية علاقات المملكة الخارجية وتحقيق سياستها فيها وقد استحدثت وزارة الخارجية في 1427هـ لجنة دائمة متخصصة في تطبيق قرارات مجلس الأمن الصادرة في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ودراسة الموضوعات المتعلقة بها بجانب متابعة تنفيذها وتحقق نتائجها وآخراً تقديم تقارير لمجلس الأمن تحوي مدى التزام المملكة في تطبيق تلك القرارات.


في 1945م نشأ التعاون الدولي الثنائي الوثيق بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، فاجتمع المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله- بالرئيس فرانكلين روزفلت في قناة السويس، ويُوصف هذا الاجتماع بأنه الأساس الذي وطّد هذه العلاقة، ومما يدل على مدى وثاقها كونها لم تتأثر بمجريات الأحداث الحائمة في العالم وتتعلق بهما كحرب أكتوبر في 1973م، وغزو العراق الكويت.

كذلك الأمر بالنسبة للعلاقة السعودية الصينية إذ دامت قرابة 75 عام، ووُقِّعت أول معاهدة ثنائية بينهما في 1946م في جدة، وبين 1991-1998 شهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً حتى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- يذكر وقتما كان ولياً للعهد أنّ الصين أفضل صديق للسعودية، وفي 2016م وُقّعت أربع عشرة مذكرة تفاهم في مختلف المجالات التعاونية بين البلدين، ولما زارها الأمير محمد بن سلمان في ذات العام أبرم اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة سعودية صينية والتي لها الفضل في إدراج اللغة الصينية في المناهج التعليمية السعودية عام 2019م؛ تماشياً مع التطورات المشتركة بين الطرفين.


أما من جانب العلاقات السعودية الخليجية فإن ركيزة المملكة في ذلك أسمى معاني الأُخوة فيما بينها، وحرص المؤسس -رحمه الله- على مدّ جسور التعاون بين المملكة ودول الخليج العربي منذ عهده، وكانت المملكة العربية السعودية مُبادِرة في تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981م لتوثيق التلاحم الخليجي مع بعضه البعض، وإرساء العلاقات الخليجية تضامناً وأماناً، وتنسيق المصالح المشتركة، ويظهر حرصها على توثيق العلاقات الخليجية من خلال جسر الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- الممتد من مدينة الخبر السعودية وصولاً لمملكة البحرين والذي من خلاله تترسّخ العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين، وبين مملكة البحرين وبقية دول الخليج براً.


أيضاً تدعم المملكة المنظمات الدولية باعتبارها شخص من أشخاص القانون الدولي العام وتشجّعها بهدف إحياء السلام وتحقيق الأمان الدوليين ونتيجة لهذا فهي عضو مؤسس لأهم المنظمات الدولية منظمة الأمم المتحدة فقد شاركت في مؤتمر فرانسيسكو الذي ولّد ميثاقها في 1945م، وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية، ورابطة العالم الإسلامي، ولها دور بارز في صندوق النقد والبنك الدوليين؛ وهذا يحثّها على توسّعها في علاقاتها ومكانتها الدولية.


ختاماً، اليوم المملكة العربية السعودية تعد من الدول العظمى في العالم والمنافِسة في المكانة وضمن مجموعة أقوى عشرين دولة اقتصادية بالإضافة لأهميتها في المجتمع الدولي وجود رؤية 2030 التي تحفّز دول العالم شراكة المملكة فيها وتبادلها الزيارات معها وتوقيع مذكرات التفاهم فهي تلعب دور عظيم الشأن، بالغ الأهمية أكثر مما مضى.


من عزٍّ إلى عزٍّ يا بلادي.

أحدث منشورات

عرض الكل

مفهوم الحرب الباردة

- سارة العبدالحي الحرب الباردة، وصف غامض كثير التداول للمنافسة التي تحدث بين أي طرفان بينهما عدائية ليست بصريحة، فما هو أصلُ هذه الكلمة؟...

Comentarios


bottom of page