top of page

سيرة مؤسس ويكيليكس

-ترجمة: رزان القحطاني


نبذة مختصرة عن جوليان أسانج:

وظف جوليان أسانج ذكائه الخارق في اختراق قواعد البيانات لعددٍ من الهيئات رفيعة المستوى، فبدأ أسانج بالعمل على موقع ويكيليكس عام 2006 والذي يهدف إلى جمع معلومات سرية ونشرها على نطاق عالمي، ثم منحته صحيفة التايمز لقب "شخصية العام" لعام 2010. ثم في 2012 طلبَ أسانج من سفارة الإكوادور في لندن حق اللجوء السياسي وذلك بعد ما استدعته الحكومة السويدية على خلفية اتهامه بقضية اعتداءٍ جنسي. ثم في عام 2016 استعاد أسانج الأضواء بعدما نشر موقعه "ويكيليكس" آلاف الرسائل الإلكترونية بين المُرشحة الرئاسية الأمريكية "هيلاري كلينتون" واللجنة الوطنية الديموقراطية، وبعد انقضاء مدة اللجوء في أبريل 2019 أُدانت الولايات المتحدة أسانج بتهمة انتهاك قانون التجسس.


بداية حياته:

ولدَ جوليان أسانج في 3 يوليو 1971 في تاونسفيل، كويزلاند بأستراليا. عاش أسانج طفولة غير اعتيادية حيث قضى بعض سنواته الأولى متنقلًا مع والدته كرستين وزوجها برنت أسانج وكانا يعملان بمجال الإنتاج المسرحي. وقد وصفه زوج والدته مؤخرًا "بالطفل القوي الذي يكافح من أجل المستضعفين". توترت العلاقة بعد ذلك بين والدته وزوجها فانفصلا وعاش أسانج مع والدته حياة غير مستقرة، ووصل به الحال إلى أنه درس في حوالي 37 مدرسة وفي معظم الأحيان كان يتعلم في منزله.


تأسيس موقع ويكيليكس:

اكتشف أسانج شغفه بالحاسب وهو في سن المراهقة وحصل على أول حاسوب وعمره 16 وكان هدية من والدته. وبعد وقت قصير استطاع تنمية موهبته في اختراق نظم الحاسب، وكانت أول محاولة اختراق له تعطيله لنظام شركة اتصالات سلكية ولاسلكية تسمى نورتل وهذا ما أوقعه في مشكلة، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل واجه أسانج أكثر من 30 تهمة اختراق في أستراليا لكنه استطاع أن ينجو منها بدفع غرامة واحدة للأضرار التي تسبب بها. سعى بعد ذلك أسانج للحصول على وظيفة مبرمج حاسب ومطور برامج، ثم قرر أن يكمل دراسته الجامعية بتخصص الرياضيات بجامعة ملبورن لكنه انسحب من الجامعة دون أن يكمل شهادة البكالوريوس وكشف أن انسحابه كان لأسباب أخلاقية ومنها: اعتراضه على العمل مع بعض الطلاب على مشروعٍ حاسوبي للجيش. ثم بدأ أسانج بالعمل على موقع ويكيليكس في عام 2006 ولكن الموقع انطلق رسميًا عام 2007 فكشف عن وثائق عسكرية أميركية تحتوي على معلومات مفصلة عن سجن غوانتانامو، كما كشف عن رسائل إلكترونية تلقّتها المرشحة لمنصب نائب رئيس "سارا بالين" من مصدرٍ مجهول في سبتمبر 2008.

بدأ مسلسل الاتهامات لجوليان أسانج عام 2010 حيث اتهمته الشرطة السويدية بالتحرش الجنسي والاغتصاب، وبعد صدور أمر الاعتقال الأوروبي من السلطات السويدية في 6 ديسمبر ذهب أسانج للشرطة في لندن وسلّم نفسه، ولكنه اكتشف في بداية 2011 وبعد سلسلة من جلسات الاستماع للبدء في استئناف القضية أن المحكمة العليا البريطانية رفضت الاستئناف وفرضت عليه كفالة مشروطة.


منحه حق اللجوء السياسي في سفارة الإكوادور بلندن:

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز لجأ أسانج في يونيو2012 إلى سفارة الإكوادور بلندن ليتجنب أمر ترحيله للسويد، وفي أغسطس من ذات العام حصل أسانج على حق اللجوء السياسي من حكومة الإكوادور والذي قالت عنه صحيفة التايمز بأنه "كان حمايةً لأسانج من اعتقال الشرطة البريطانية كما فُرِض عليه ألا يتعدى منطقة سفارة الإكوادور". كما وصفت الصحيفة أن هذا القرار يزيد من احتمالية أن يتعرض السيد أسانج لاضطهاد سياسي أو قد يُرحّل إلى الولايات المتحدة حيث تنتظره عقوبة الموت هناك، بالإضافة إلى أنه ساهم في توتر العلاقة بين الإكوادور وبريطانيا كما فيه تحريض على الاعتراض من الحكومة السويدية. وفي فبراير 2016 أكدت هيئة الأمم المتحدة أن أسانج مُحتجَز تعسفًا وتقترح الإفراج عنه وتعويضه عن منعه من الحرية، لكن كلا الحكومتين البريطانية والسويدية رفضتا هذه المطالبات وأكدت أن أسانج سيُعتقل بمجرد مغادرته السفارة الأكوادورية. واستمرت الإكوادور بالوقوف بجانب أسانج حتى منحته الجنسية الأكوادورية إلا أن الأمر لم يستمر فبدأت علاقتهما تضطرب شيئًا فشيئًا، ففي مارس 2018 قطعت السفارة عن أسانج الإنترنت بسبب أفعاله التي تعرّض علاقة الإكوادور بالمملكة المتحدة ودول من الاتحاد الأوروبي للخطر.


تأثيره على الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016:

عاد أسانج وموقعه ويكيليكس ليتصدر العناوين من جديد في صيف 2016 إبّان السباق الرئاسي الأميركي بين المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ففي بداية يوليو كشف ويكيليكس عن أكثر من 1200 رسالة إلكترونية من الخادم الخاص بكلينتون أثناء فترة رئاستها لوزارة الخارجية، كما أفصح الموقع عن حزمة من الرسائل الإلكترونية في اللجنة الوطنية الديموقراطية التي تدل على الجهود الحثيثة للإطاحة بخصم كلينتون الأساسي "برني ساندرز" مما أدى إلى استقالة رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية. وفي أكتوبر كشف ويكيليكس عن أكثر من 2000 رسالة إلكترونية لرئيس حملة كلينتون تتضمن مقتطفات من خطابات لمصارف وول ستريت، وعند هذه المرحلة، أفصح مسؤولون في الحكومة الأميركية علنًا بأن عملاء روس شاركوا في اختراق وثائق اللجنة الوطنية الديموقراطية وسهلوا لويكيليكس الوصول للرسائل الإلكترونية، بينما رفض أسانج هذا الاتهام.


الاتهامات والاعتقالات:

في أبريل 2019 أعلنت حكومة الإكوادور عن سحب حق اللجوء الذي منحته مؤسس ويكيليكس السيد أسانج، فاعتٌقِل مباشرةً في السفارة بلندن، وبعد فترة وجيزة أعلنت الولايات المتحدة عن اتهام أسانج بالتآمر مع محلل استخبارات الجيش السابق تشيلسي ماننق لاختراق حاسب الحكومة السري في البنتاغون. وفي 1 مايو حُكِم على أسانج بالسجن لمدة 50 أسبوعًا بتهمة عدم دفع الكفالة عندما كان لاجئًا في سفارة الإكوادور بلندن. كما أتهمته الولايات المتحدة بـ 17 تهمة على خلفية اختراقه لقانون التجسس في البلاد ونشره لوثائق عسكرية ودبلوماسية عام 2010، وأخيرًا في يناير 2021 قررت المملكة المتحدة أنها لن تسلّم أسانج للولايات المتحدة ليُحاكَم على التهم الموجهة إليه.


المصدر:

Biography

أحدث منشورات

عرض الكل

مفهوم الحرب الباردة

- سارة العبدالحي الحرب الباردة، وصف غامض كثير التداول للمنافسة التي تحدث بين أي طرفان بينهما عدائية ليست بصريحة، فما هو أصلُ هذه الكلمة؟...

Comentários


bottom of page