top of page

الهجرة

-ترجمة: بتول سلطان


الهجرة هي الانتقال من الموطن الأصل والاستقرار الدائم في دولة أخرى، وفي الكثير من الحالات يصبح المهاجرين مواطنين في الدول المستقبلة، ولا يُعد السياح أو الطلاب الأجانب أو المقيمين بشكل مؤقت من المهاجرين. ووفقًا لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة فإنه في عام ٢٠١٧ بلغ مجموع المقيمين في دول لا يحملون جنسيتها ٢٨٥مليون نسمة بمن فيهم المهاجرين من الأعوام الماضية.


لقد كانت ولا تزال الولايات المتحدة الوجهة الأولى للمهاجرين منذ عام ١٩٦٠، ووفق تقديرات الأمم المتحدة فقد استضافت الولايات المتحدة عام ٢٠١٦ ما يقارب الـ٥٠ مليون مولود أجنبي لعائلة مقيمة بمن فيهم المقيمين إقامة دائمة والمهاجرين غير الشرعيين والمواطنين المتجنسين. وبالرغم من أن المملكة العربية السعودية وألمانيا والإتحاد الروسي من الدول الأكثر استقبالًا للمهاجرين بعد الولايات المتحدة ومنزلًا لـ١٢ مليون مهاجر إلا أن سكان هذه الدول يمثلون أقل من ١٥٪؜ من سكان الولايات المتحدة. يمثل عدد المواليد الأجانب في بعض دول الشرق الأوسط أكثر من نصف إجمالي عدد السكان، ومن ضمن هذه الدول: الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين. ويمثل المهاجرين المكسيكيين أكبر شريحة من مجموع المهاجرين في الولايات المتحدة (١٢.٧ مليون) وبالرغم من ذلك، تخطّى عدد المهاجرين من الصين في عام ٢٠١٣ (١٤٧ ألف) ومن الهند (١٢٩ ألف) عدد المهاجرين القادمين من المكسيك (١٢٥ ألف) بمن فيهم حاملي تأشيرة الإقامة المؤقتة والطلاب. كما أشارت سجلات المهاجرين أن عدد المهاجرين المكسيكيين سيشهد انخفاضًا بينما سيستمر عدد المهاجرين من دول أخرى كالهند والصين بالنمو.


لقد أدت عوامل العنف وعدم الاستقرار في القرن الواحد والعشرون في أفغانستان وميانمار (بورما سابقًا) وجنوب السودان وسوريا وفنزويلا إلى إجبار النازحين مغادرة بلدانهم بدافع القلق على حريتهم وسلامتهم ونتج عن ذلك زيادة في مجموع اللاجئين حول العالم. للهجرة العديد من المنافع للمهاجر وللدولة المستقبلة ولكن العديد من سكان الولايات المتحدة عبّروا عن قلقهم من عدد المهاجرين القادمين للتوطين. وبالرغم من أن العديد من المناقشات ركزت على الحد من الهجرة غير الشرعية إلا أن الإدارة الرئاسية لدونالد ترامب قامت بمحاولة خفض المهاجرين الشرعيين وقبول اللاجئين في الولايات المتحدة، وقد واجهت إدارة ترامب مظاهرات من السياسيين والناشطين بسبب اتباعها نظام مشدد للهجرة، حيث اتُهمت الإدارة بانتهاك دستور الولايات المتحدة وقانون حماية حقوق الإنسان واستبدالها بسياسات تستهدف أشخاص من خلفية دينية معينة من ضمنهم الأطفال وعائلاتهم.

دوافع الهجرة وأثارها:

قد يهاجر البعض بلدانهم بسبب مواجهتهم بعض الصعاب التي لا يمكن حلها واختيار الإقامة في مكان آخر، حيث يفر بعض المهاجرين للولايات المتحدة بسبب الاضطهاد الديني والسياسي أو الهروب من الظروف الخطرة مثل الحروب والعنف الإجرامي، وعادةً ما تستغرق عملية الهجرة سنوات عديدة. ويهاجر البعض الأخر للولايات المتحدة لأسباب اقتصادية، فقد تلائمهم الثقافة التجارية في الولايات المتحدة أو لبحثهم عن وظائف مرتفعة الأجر وقد تكون هجرتهم لأسباب اجتماعية مثل لم شمل العائلة أو البحث عن شريك حياة وتكوين أسرة.


أثار تأثير المهاجرين في البلاد المستقبلة نقاشًا بين هؤلاء الذين يشعرون بأن المهاجرين يزيدون من تعداد السكان المحليين والذين يرون المهاجرين تهديدًا لهم، وبالرغم من أن معظم الأشخاص في الولايات المتحدة تعود أصولهم إلى جنسيات أخرى إلا أن الرأي العام انحاز إلى الجانب المؤيد لتقليل نسبة قبول المهاجرين. بينما يميل الليبراليين إلى اعتبار المهاجرين ربحًا صافيًا وذلك لدفعهم الضرائب وإثراء مجتمعاتهم وعملهم في الوظائف التي قد لا يرغب أو لا يستطيع المواطن الأمريكي تأديتها. وعبّر المحافظون عن ريبتهم وقلقهم بأن يأخذ المهاجرين وظائف السكان الأمريكيين واستغلال خدمات الحكومة لصالحهم.

المصدر:

موقع Gale

أحدث منشورات

عرض الكل

مفهوم الحرب الباردة

- سارة العبدالحي الحرب الباردة، وصف غامض كثير التداول للمنافسة التي تحدث بين أي طرفان بينهما عدائية ليست بصريحة، فما هو أصلُ هذه الكلمة؟...

Comments


bottom of page