top of page

الملك سلمان: عهد الحزم

- نجود آل بقيّه


منذ أن تولّى الملك سلمان مقاليد الحكم شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا سريعًا وملحوظًا في جميع المجالات الداخلية والخارجية خلال الخمس سنوات الماضية. حيث أعلن الملك في عام 2016 عن رؤية المملكة 2030 التي تسعى بطموح إلى ازدهار الاقتصاد وتطوير الخدمات وسبل العيش الكريمة للمواطنين والمقيمين والعمل على تمكين المرأة وتعزيز دور الشباب. وعلى الصعيد الخارجي تهدف الرؤية إلى جعل المملكة دولة فعّالة في المجال السياسي والتجارة الدولية وتعزيز علاقاتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي استنادًا إلى مكانتها الدينية والاقتصادية وموقعها الجغرافي الذي يتوسط القارات الثلاث.

نصرة الشرعية في اليمن:

بعد سنوات من عمليات زعزعة الأمن والاستقرار أحكمت جماعة الحوثي سيطرتها على مدينة صنعاء عاصمة اليمن، ونظرًا إلى ما تشكله هذه الجماعة المسلحة من خطر يهدد بإطاحة الحكومة الشرعية اليمنية ناشد الرئيس عبد ربه منصور هادي دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية التدخل العسكري السريع لإنقاذ بلاده من الخطر الحوثي، وجاء رد الدول الخليجية -ماعدا سلطنة عمان- بالاستجابة لمناشدته إضافة إلى بعض الدول العربية.

وانقسمت العمليات العسكرية إلى مرحلتين؛ أولهما (عملية عاصفة الحزم) التي بدأت في شهر مارس من عام 2015 وانتهت في شهر أبريل من العام ذاته، وقامت خلالها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية باستهداف مناطق تمركز ميليشيات الحوثي والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وبعد تدمير قوات التحالف لكثير من قدرات ميليشيات الحوثي العسكرية التي قد تشكل تهديدًا على اليمن والدول المجاورة لها أعلنت قوات التحالف عن انتهاء (عملية عاصفة الحزم) وبدء المرحلة الثانية وهي (عملية إعادة الأمل).

وتهدف (عملية إعادة الأمل) إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن وشعبه وذلك عبر إرسال المساعدات الإغاثية الإنسانية وتأمين وصولها للمحتاجين، كما تهدف إلى إعادة إعمار اليمن بعد الخراب والدمار اللذين تسببت بهما ميليشيات الحوثي وحماية المواطنين اليمنيين من الإرهاب الحوثي وقطع مصادر إمداد الميليشيات.

ومن أبرز إنجازات عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل استعادة السيطرة الحكومية على ما يقارب 80% من الأراضي اليمنية وعودة الحكومة الشرعية اليمنية للرئيس عبد ربه منصور هادي لإدارة شؤون الدولة من عدن وإعادة بناء الجيش اليمني وتأهيله لقتال ودحر الميليشيات الحوثية.


الدعم السعودي للدول العربية:

تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول السباقة في تقديم الدعم والعون للدول المحتاجة والمتضررة. فعندما استبد نظام بشار الأسد وجار على شعبه سارعت المملكة إلى بذل جهودها الإنسانية والسياسية لدعم الشعب السوري وإحلال السلام حيث توسطت عام 2017 لعقد مؤتمر في الرياض لأطراف المعارضة السورية نوقش فيه مستجدات القضية السورية وسبل حلها. أما بالنسبة للعراق؛ فقد استؤنفت العلاقات بين البلدين بتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي وسياسي وأمني بعد انقطاع العلاقات لمدة تزيد عن خمس وعشرين سنة، وستسهم هذه الاتفاقيات في إعمار العراق ونمو اقتصاده بعد الخسائر التي واجها إثر عدوان داعش حيث أكدت المملكة على وقوفها ودعمها للعراق إلى أن يعود بلدًا مستقرًا ومزدهرًا. وبالإضافة إلى ذلك قدمت المملكة في عام 2019 منحة مالية للعراق تبلغ مليار دولار لبناء مدينة رياضية. كما أولت المملكة اهتمامها للأوضاع الصحية والأمنية والمعيشية في السودان خاصًة بعد الأحداث السياسية وآثارها على الشعب السوداني حيث سارعت إلى تقديم الإغاثة والدعم عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما قدمت المملكة قروضًا مالية لدعم القطاع الصحي والتعليمي في السودان بقيمة بلغت 487.5 مليون ريال سعودي.

مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر:

عملت المملكة العربية السعودية على تأسيس المجلس استشعارًا منها بأهمية منطقة البحر الأحمر الجغرافية والتجارية كونها معبرًا للتجارة الدولية مما يستدعي العمل على دعم الاستقرار الأمني والسياسي لاسيما في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة. ويهدف المجلس إلى توحيد القدرات الدفاعية لحماية المنطقة من التهديدات المحيطة به وكذلك إيجاد طرق للتعاون لتنمية اقتصاد الدول الأعضاء.


القمم الإقليمية والعالمية:

عقدت المملكة في وقت قياسي ثلاث قمم في مكة المكرمة عام 2019 هي قمة دول مجلس التعاون وقمة الدول العربية، والثالثة كانت قمة منظمة الدول الإسلامية. وجاءت القمم عقِب الإرهاب الإيراني الذي شهدته منطقة الخليج العربي حيث تعرضت سفن تجارية تملكها بعض الدول الخليجية ومنها المملكة العربية السعودية إلى التخريب من قبل إيران. كما تعرضت المنشآت النفطية في المملكة إلى هجوم عن طريق طائرات مسيرة إضافة إلى إطلاق صواريخ على الأراضي السعودية. ودعمت القمم المملكة وأدانت ما تمثله إيران من خطر مهدد لأمن واستقرار المنطقة. وترأس المملكة هذا العام اجتماعات مجموعة العشرين G20 التي عقدت حتى الآن عدد من الاجتماعات الناجحة رغم ظروف جائحة كورونا، ومن المقرر أن تستضيف الرياض قمة العشرين في شهر نوفمبر من عام 2020.

أحدث منشورات

عرض الكل

عهد الملك عبدالله: 2005-2015

-رسيل المهيدب شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله تطورًا بارزًا في مختلف القطاعات، ومن بعض الإنجازات البارزة برنامج خادم...

عهد الملك فهد: 1982-2005

-نجود آل بقيّه شهدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- فترة تزاحمت فيها الأحداث والنزاعات وبشكل...

Comments


bottom of page