- رواء النفيعي
مُنذ تأسيس هذا الكيان الشامخ وإلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لم تتوقف المملكة عن مّد يد العون والعطاء والمساندة للدول الإسلامية والشقيقة بلا منّ أو أذى، ويدل ذلك على انطلاقة المملكة العربية السعودية كعضو فاعل في المجتمع الدولي وكقلب نابض للعالم الإسلامي. وعطاؤها ساهم ولا يزال يساهم في تنمية الدول الإسلامية والشقيقة من خلال الصندوق السعودي للتنمية الذي أنشئ في عام ١٩٧٤م أي قبل ٤٦ سنة، هدفه الأساسي المساهمة في تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول، وتقديم منح للمعونة الفنية لتمويل الدراسات والدعم المؤسسي، وفي تقديم التمويل والضمان للصادرات الوطنية غير النفطية، وبدأ نشاطه برأس مال قدره عشرة آلاف مليون ريال مقدم من حكومة المملكة، وتمت زيادته على ثلاث مراحل ليصبح واحداً وثلاثين ألف مليون ريال.
تقوم السياسة التنموية للصندوق في توزيع مساعداته من الناحية الجغرافية على دعم الدول الأقل نمواً والأشد فقراً في العالم، ومن هذا المبدأ فقد وجه الصندوق معظم نشاطاته في قارتي إفريقيا وآسيا؛ بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي والتنموي، إضافةً إلى معدلات النمو السكاني والبطالة وانخفاض مستويات الدخل.
قدم مُنذ بدايته وحتى سنة ٢٠١٨م لـ٨٣ دولة نامية، ٦٨٨ قرضاً تنموياً لتمويل ٦٥٦ مشروعاً وبرنامجاً تنموياً ممّولة في قطاع النقل والاتصالات، وقطاع البنية الاجتماعية، وقطاع الزراعة، وقطاع الطاقة، وقطاع الصناعة والتعدين، وقطاعات أخرى، بمبلغ مقداره ٦١٩٥٨.٦١ مليون ريال. ولم يقتصر دور الصندوق على تقديم القروض والمشاريع والبرامج التنموية لمساعدة الدول النامية على تحسين مستوى معيشة شعوبها بل أسهم في تنفيذ المنح المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم الدول الفقيرة لمواجهة الظروف الطبيعية الطارئة، حيث نفذ برنامج المملكة لحفر الآبار في أفريقيا لمواجهة الجفاف، أسهم في حفر أكثر من ٦٣٠٠ بئر في ١٢ دولة أفريقية ليوفر مياه الشرب لأكثر من ٣ ملايين مواطن أفريقي يعانون من الجفاف وقلة المياه.
مساعدات سخية مبنية على الدور الإنساني النبيل للمملكة العربية السعودية في تسخير قدراتها وإمكاناتها في خدمة القضايا الإنسانية وتجسيداً لمبادئ الشريعة الإسلامية، بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما فيه خير للبشرية.
- حفظ الله حكومتنا وولاة أمرنا قادة مسيرة الخير والعطاء، وسدد الله خطاهم لكل خير، سائلين الله أن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها.
Commentaires