top of page

أهمية معرفة القانون الدولي العام

- نجود آل بقيّه


في زمننا المعاصر ومع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من الصعب جدًا على أي شخص البقاء بعيدًا عن الأخبار والتطورات الدولية، وحتى إن استطعنا تجاوزها في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفاز فإنها قد تصل إلى مسامعنا من خلال حديث المجالس. كما أن هنالك أحداث تقع خارج حدود دولنا لكن آثارها قد تصل إلينا داخل منازلنا وتؤثر على أسلوب حياتنا وهذا أمر لا يدركه الكثيرون. ومن هنا تظهر لنا أهمية معرفتنا بالقانون الدولي العام وما ينضوي تحته من جوانب مثل العلاقات الدولية والسياسة الخارجية وغيرها التي تمارسها الدول بشكل يومي، حيث تعتبر هذه الممارسات أحد مسببات الأحداث الدولية والمنظمة لها في آنٍ واحد.


إن معرفة القانون الدولي العام تدعم معرفتنا للوقائع والأحداث الدولية وكذلك التمييز بينها من ناحية شرعيتها من عدمها. وعلى سبيل المثال فإن بعض الأفعال أو الأقوال الصادرة عن الدول تعتبر إخلالًا بأحكام القانون الدولي العام. مثل الاعتداء على أراضي دولة أخرى، في حين أن بعضها يعتبر عملًا مشروعًا لا يُخل بالقواعد القانونية الدولية كالدفاع عن أراضي الدولة أو تقديم مساعدات عسكرية لدولة أخرى تتعرض لعدوان. وينتج عن الممارسة المنضبطة للدولة آثار إيجابية يعود نفعها على الدولة اقتصادياً وسياسياً، والعكس صحيح إذ تؤدي الممارسات الخاطئة من دولة ما إلى آثار سلبية قد تكون جسيمة على الدولة مثل قيام الدولة أو الدول الأخرى المتضررة منها بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية وغيرها من الإجراءات القاسية. وهذا بدوره يؤثر على مواطني الدول خاصة المتجاورة منها، إذ يتأثر التواصل ببين الدول على أكثر من صعيد ويكون لذلك تكلفة اقتصادية واجتماعية وسياسية على الدولة التي لا تراعي القانون الدولي. وفي أحيان كثيرة تحظى إجراءات دولة ما ضد دولة أخرى بتأييد شعبي يترجم إلى مقاطعة المنتجات التجارية أو الثقافية أو غيرها من المواقف التي يستطيع المواطن القيام بها من تلقاء نفسه في موقف يراه أنه نصرة لدولته، ومثل هذه الحالة توضح الارتباط الشديد بين ممارسات القانون الدولي التي تقوم بها الدول والحياة اليومية للفرد العادي.


معرفتنا بهذا المجال ما عادت خيارًا لنا، لسنا مطالبين بالإلمام بكافة التفاصيل والفروع لكن تبقى أهمية معرفتنا للمعلومات الأساسية. فكما يكمن دفاع جنود الحدود بمرابطتهم، يكمن دفاعنا نحن بمعرفتنا. معرفة دور دولتنا في الساحة الدولية، ومعرفة كل من يكن لها العداء والحذر منه، ومعرفة الحقيقة وراء كل فعل. ومهما تعددت طرق الدفاع وسبله فإن المعرفة تبقى الأساس لكافة السبل.

أحدث منشورات

عرض الكل

مفهوم الحرب الباردة

- سارة العبدالحي الحرب الباردة، وصف غامض كثير التداول للمنافسة التي تحدث بين أي طرفان بينهما عدائية ليست بصريحة، فما هو أصلُ هذه الكلمة؟...

Comments


bottom of page